زوجي يقول انتي مقرفه وحقك أسود
أنا من أمس والله نفسيتي مو تمام، قاعدة بين أربع جدران ومخي يعصر أفكار وماني عارفة وش أسوي ولا كيف أتصرف، كل هذا بسبب كلام زوجي اللي فجّرلي مخي.
أنا يا أخواتي قبل يومين سافرت أنا وزوجي لمدينة غير مدينتنا، سفر سريع كذا عشان شغله، وبنفس الوقت قلت أغير جو شوي، وخصوصًا إن قريب زواج ولد عمه، فقلت بالمرة أجهز نفسي وأشتري شوية أغراض لنفسي.
وفعلًا رحت وشريت اللي كنت محتاجته من زمان، منتجات عناية كاملة، للعناية بالبشرة والشعر والجسم واليدين والرجلين وحتى عطور، وما قصّرت على نفسي، يمكن صرفت مبلغ وقدره بس حسيت إني أستاهل، لأني لي تقريبًا شهرين من ولدت وما قدرت أروح لا صالون ولا حتى تجي وحدة لعندي، بسبب الوضع الأمني اللي عايشينه في منطقتنا.
رجعت البيت والله وأنا مبسوطة، داخلة طايرة من الفرح، وقلت خلاص برجع أهتم بنفسي زي قبل، خصوصًا إنه عندي جهاز ساونا وشوية مستحضرات، وكنت ناوية أرجع روتيني الحلو اللي كنت أسويه وأنا بنت، وحتى بعد الزواج كنت ملتزمة فيه، بس خلال الحمل خفّيت لأن جسمي ما ساعدني.
المهم، وأنا قاعدة أرتب أغراضي الجديدة في الغرفة، دخل عليّ زوجي وكان مروق، وفجأة كذا بدون مقدمات قال: "إنتِ شكلك شريتي كل شي... إلا شي واحد!"
أنا استغربت، قلت وشو؟
قالها بالحرف: "كل شي شريتيه إلا شي مهم... المناطق الحساسة، لونها سواد يقرف!"
وقتها أنا سكت، وناظرت فيه نظرة استغراب كأني أقول له: وش اللي طلع من فمك؟
قال: "أنا أتكلم جد، كل مرة أشوفك من جوه، أطفش، ما أستمتع، أحس إني مقرف!"
أنا وقتها بس نطقت وقلت: طيب وين كلامك أول زواجنا؟ مو كنت تقول إن جسمي عاجبك، ولوني عاجبك، وحتى شكلي كنت تمدحه؟
أنا ترى بيضا، بس عندي وحمة كبيرة في المؤخرة – وأدري إن الوصف يمكن ما يليق، بس هذا الواقع –
هالوحمة من زمان، من قبل الزواج، وأصلاً تكلمنا عنها أول، قلت له فيه ليزر ممكن يشيلها لو ضايقته،
قام قال لي بالحرف: "أنا ما أشوفها أصلاً، وانتي كذا عاجبتني، ولا ودي تخاطرين وتسوين شي يضرك."
لكن أمس لما ذكّرته بهالكلام، قال: "وقتها ما كنت أبي أجرحك، بس الحقيقة إنك ما صرت تهتمي."
أنا هنا صراحة استغربت واستفزني كلامه،
قلت له: "أنا جسمي وشكلي عاجبني، ومقتنعة فيهم، وكلامك هذا ما راح يهز ثقتي في نفسي، لأن ما عندي مشكلة، ولو فيه مشكلة، فهي فيك أنت، أنا الحمد لله كاملة، والكمال لله وحده."
وبالنسبة للسواد، قلت له: "ترى هذا شي طبيعي يصير مع الحمل، وبيرجع مع الوقت، مو شي غريب."
رجع قال: "والوحمة؟"
قلت له: "وش فيها؟ أنت شفتها حتى من أيام الملكة وسكت، وأيام الزواج كنت تقول إنها مو مشكلة، الحين وش اللي تغيّر؟"
قال: "أنتِ ما صرتي تهتمي!"
أنا هنا ما عاد تحملت، رحت على طول طلعت له المستحضرات اللي مخزنتها في الدولاب،
وقلت له: "اقرا، شوف بنفسك، هذي فاضية من كثر ما أستخدمها، أفرك يوميًا، وأستحم مرتين باليوم، وأهتم قد ما أقدر، وأنت تجي ترمي علي تهمة إهمال؟!"
قلت له: "هذي كلها ما تكفيك؟! هذا مو إهمال، هذا أكثر من اللي المفروض!"
قال لي: "ليش ما قلتي لي؟"
قلت له: "مستحيل أقول، لأن هذي أشياء خاصة، وأنا حتى أستحي أتكلم فيها."
رد قال: "دامك جربتي كل شي طبيعي وكيميائي وما نفع، ليه ما استشرتيني؟"
قلت له: "أنا أصلاً تكلمت، قلت لك عن الإبر وجلسات الليزر، وأنت ما كنت ترد، تتجاهلني، واليوم فجأة صار الموضوع مسبب لك أزمة؟!"
قلت له بصريح العبارة: "مشكلتك مو في لوني، مشكلتك في نظرتك، وإذا تبغى حل، غض البصر عن اللي مو لك، وبتشوفني أجمل وحدة حتى لو كنت بأبشع حال."
سكت شوي، وبعدها لف السالفة، قال لي: "أنت أصلًا كم مرة تستحمين في الشهر؟"
قلت له: "معاك حق، ما راح أجادلك، ركب كاميرا، وشوف وش أسوي في غيابك، كل يوم كريمات، تقشير، زيوت، اهتمام، ما في شي ما جربته، بس جسمي كذا، وما تغير."
قلت له: "ولا عمرك جيتني إلا وتلقاني مستعدة، مرتبة، حتى لو ما كنت مخططة، تصير صدفة، بس تلقاني دايم جاهزة، ما عمرك شفتني مهمِلة."
أنا جسمي نظيف، ناعم، وريحتي دايم نظافة وعطر.
بس قال لي: "هذا مو كافي، يعني مو معناته إن جسمك ما فيه شعر، وناعم، وريحتك حلوة... إني أستمتع."
قالها كذا بالحرف!
وبعدين زاد الطين بلة وقال: "أنتِ ما سألتي نفسك ليش ما أطلبك للفراش كثير؟ وإذا طلبتك، الموضوع ما ياخذ دقيقتين؟ لأنّي ما أشوف شي يفتح النفس، ما أشوف شي يمتعني!"
أنا هنا والله العظيم انصدمت.
حسّيت قلبي انكسر، لأني متأكدة إن جسمي ما ينعاب فيه شي، الحمدلله.
طولي 176، ووزني 69، ومتناسق... جسمي موزون، بشرتي فاتحة ونظيفة، وأهتم بأكلي وشربي ونومي.
حتى لو زاد وزني كيلو أو اثنين، أو نزل نفس الشي، بسرعة أرجع، ما أترك نفسي،
وأهم شي إني أنا مقتنعة في شكلي، ولا يوم حسّيت إني محتاجة أغيّر من نفسي عشان أحد.
بس ليش قال كذا؟ وش يبي يوصل له؟
آخر شي قال لي:
"أنا أبغى أستمتع فيك، أنتي حلالي، ما أبغى أدور برا... الحرام أسهل شي، بس دام معي حلال، ليش أدور؟"
وقال لي: "خليني أقسى عليك، بس أطلع بنتيجة ترضيني!"
أنا هنا ما رديت... كنت ساكته، لأني فهمته، وحسّيت بوش وراه، بس أسلوبه؟ لا والله، أسلوبه ذل، ومو إنساني.
اللي كسرني فعلياً، يوم سحبني قدام المراية...
قطع ملابسي بإيده، وقال لي: "شوفي السواد اللي عندك!"
قلت له: "أنا توّي والدة، انتظرني أرجع طبيعي، اصبر بس!"
ما عطاني أي مجال...
صار يجرح بكلامه، جرح ورا جرح، بدون سبب، بدون ذنب.
ومرة وحدة سحبني من يدي بقوة، وأنا حاولت أدفّه عني بالغلط جرحت يده بأظافري،
راح على طول مسكني، وقص أظافري بالموس، وجرحني،
وبعدين رش على جسمي كلوركس، وحبسني في الحمّام،
وطلع من البيت!
تعليقات
إرسال تعليق